للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " واسم (الصمد) فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة، وليست كذلك، بل كلها صواب، والمشهور منها قولان:

أحدهما: أن الصمد هو الذي لا جوف له.

الثاني: أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج.

فالأول هو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة. والثاني قول طائفة من السلف والخلف، وجمهور اللغويين، والآثار المنقولة عن السلف بأسانيدها في كتب التفسير المسندة، وكتب السنة وغير ذلك" (١).

فالله سبحانه وصف نفسه بالاسم المتضمن لصفات عديدة وهذا يدل على عظمته فالعظيم من اتصف بصفات الكمال.

"فلو قال قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟

فالجواب: لا؛ لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسموات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها، فنأخذه من كلمة الصمد" (٢).

٩ - صفة العزة لله - عز وجل -:

ذكر الشيخ - رحمه الله - تعليقاً على تفسير الجلالين عند قوله تعالى: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢)} فصلت: ١٢،: " المقصود وصف الله بكمال العزة والغلبة وبكمال العلم" (٣).

والعِزَّةُ صفة ذاتية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة.

فمن الكتاب:-

- قوله تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩)} البقرة: ١٢٩.


(١) تفسير سورة الإخلاص لابن تيمية (٣٢ - ٣٣).
(٢) شرح الواسطية لابن عثيمين (ص ١٣٢).
(٣) تفسير الجلالين (ص ٢٣).

<<  <   >  >>