للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠ - صفتا السمع والبصر لله - عز وجل - (١):

يقرر الشيخ - رحمه الله - صفتي السمع والبصر، ويبين ذلك، فيقول: "إن السمع ما تدرك به الأصوات جهراً كانت أم سراً، والبصر ما تدرك به المرئيات ... وكل من السمع والبصر من صفات الله التي تثبت بالسمع والعقل، فيجب الإيمان بهما" (٢).

والبصر صفة من صفات الله - عز وجل - الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة، كما أن صفة السمع صفة ذاتية له - عز وجل - ثابتة بالكتاب والسنة.

فمن الكتاب:

- قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)} النساء: ٥٨.

- وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى: ١١.

- قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (٤٦)} طه: ٤٦.

- وقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)} المجادلة: ١.

ومن السنة:

- حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: (يا أيها الناس! أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) (٣).


(١) إذا اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر (كما في هذه الصفة) تحصل من ذلك قدر زائد على مفرديهما نحو الغني الحميد، الغفور القدير، الحميد المجيد. وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن؛ فإن الغنى صفة كمال والحمد كذلك، واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من غنائه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما، وكذلك الغفور القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم فتأمله فإنه من أشرف المعارف. ينظر: التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ص ٤٢٢).
(٢) تفسير الجلالين (ص ١٥٣).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (٦٣٨٤).

<<  <   >  >>