للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستحق للحمد والثناء فهو سبحانه المحمود على ما خلق وشرع ووهب ونزع وضر ونفع وأعطى ومنع (١).

"وهو المستحق لأن يحمد لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد، ثم جمع بين النعمتين الجليلتين الحياة والعقل، ووالى بعد منحه، وتابع آلاءه ومننه، حتى فاتت العد، وإن استفرغ فيها الجهد، فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره، كما أن المن منه لا من غيره.

قال الخطابي: هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، وهو فعيل بمعنى مفعول، وهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط ولا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال ومنها القاضي قال الله عز وجل: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} غافر: ٢٠" (٢).

١٢ - صفتا الْحَكَم والعدل لله - عز وجل -:

يقرر الشيخ - رحمه الله - هاتين الصفتين، فيقول: "الله حكم عدل لا محاباة عنده، .. وقضاء الله عدل بألا تزر وازرةٌ وزر أخرى" (٣).

يوصف الله - عز وجل - بأنه الحاكم الحكم، و (الحكم) اسم له ثابت بالكتاب والسنة.

كما أن صفة العدل ثابتة لله - عز وجل - بأحاديث صحيحة.

الدليل من الكتاب:

- قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} الأنعام: ١١٤.

-وقوله: {فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٧)} الأعراف: ٨٧.


(١) ينظر: المقصد الأسنى (١/ ١٣٠).
(٢) الأسماء والصفات للبيهقي (١/ ١٦٠).
(٣) التعليق على تفسير الجلالين (ص ١٩٤).

<<  <   >  >>