للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن السنة:

- حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: (إن الله - عز وجل - يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك وسعديك ... (إلى أن قال فيه:) فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني؛ فلا أسخط عليكم بعده أبداً) (١).

- حديث بريدة - رضي الله عنه -: (لا تقولوا للمنافقين سيد، فإن يك سيداً؛ فقد أسخطتم ربكم - عز وجل -) (٢).

قال أبو إسماعيل الصابوني: "وكذلك يقولون في جميع الصفات (يعني: الإثبات) التي نزل بها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين ... والرضا والسخط ... " (٣).

ما الفرق بين الغضب والسخط؟ وهل هما بمعنى واحد؟

الجواب:

"إذا أراد السائل صفات الله، فليسا بمعنى واحد، وإن كانت بعض معاني السخط قد تكون قريبة من معنى الغضب، ولكن هذه صفة، وهذه صفة، أما للناس فهذا شيء معروف؛ لأن الغضب من أثر السخط" (٤).

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -: " السخط: هو عدم الرضا، والسخط إلى الكراهة أقرب منه إلى الغضب، فإن الغضب يعدى بعلى، والسخط يعدى بها تارة، وبنفسه أخرى؛ وبين


(١) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع أهل الجنة، برقم (٧٥١٨)، ومسلم في كتاب الجنة وصفها ونعيم أهلها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا، برقم (٢٨٢٩).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب لا يقول المملوك: ربي وربتي، برقم (٤٩٧٧)، والإمام أحمد في مسنده برقم (٢٢٤٣٠)، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (٧٦٠). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٧١).
(٣) عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص ٥).
(٤) إجابة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان وفقه الله، عند شرحه لكتاب التوحيد، وذلك عبارة عن دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net

<<  <   >  >>