للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- عز وجل -، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبما وصف به الصحابة ن. وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به؛ أن الله - عز وجل - يضحك، كذا روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته ن؛ فلا ينكر هذا إلا من لا يحمد حاله عند أهل الحق" (١).

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام (٢)

-لما قيل له: هذه الأحاديث التي تروى؛ في: الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وإن جهنم لتمتلئ ... وأشباه هذه الأحاديث؟ - قال - رحمه الله -: " هذه الأحاديث صِحَاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء، بعضهم عن بعض، وهي عندنا حقٌ لا شك فيها، ولكن إذا قيل: كيف يضع قدمه؟ وكيف يضحك؟ قلنا: لا يُفسَّر هذا، ولا سمعنا أحداً يفسره" (٣).

١٢ - صفة النزول لله - عز وجل -:

يقرر الشيخ - رحمه الله - صفة النزول لله - عز وجل - كما يشاء، فيقول: " ففي الإمكان أن ينزل كما يشاء نزولاً يليق بجلاله في الثلث الأخير من الليل بالنسبة إلى كل قطر - من الأرض-، ولا ينافي ذلك علوه واستواءه على العرش؛ لأننا في ذلك لا نعلم كيفية النزول ولا كيفية الاستواء، بل ذلك مختص به سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه يستحيل في حقه أن ينزل في مكان ويوجد بمكان آخر في تلك اللحظة كما هو معلوم، إلاَّ الله - عز وجل - فهو على كل


(١) الشريعة (ص ٢٧٧).
(٢) هو: القاسم بن سلام بن عبد الله البغدادي، المشهور بأبي عبيد، من أئمة الحديث وكبار السلف، اللغوي، المحدث، الفقيه، توفي بمكة سنة (٢٢٤ هـ)، قيل أنه أول من صنف في غريب الحديث من مؤلفاته: غريب الحديث، والإيمان، كتاب الأموال، وغيرها.

ينظر: تهذيب الكمال للمزي (٢٣/ ٣٥٤)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٩٠)، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي (٢/ ٢٥٣).
(٣) ينظر: أخرج هذه الرواية عن أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - الدارقطني في كتاب الصفات (ص ٦٨ - ٦٩)، والآجري في الشريعة (ص ٢٥٥)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٥٢٦) برقم (٩٢٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٤٩ - ١٥٠)، وابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/ ٥١).

<<  <   >  >>