للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: وفاته - رحمه الله -.

في السنوات الأخيرة من عمره، انتابته أمراض عديدة، ومع هذا لم يكن من الحريصين على التردد على الأطباء إلا عند الضرورة، يقول - رحمه الله -: إن هذا شيء قدره الله، ولا بد أن يحصل .. وقد أجري له عدة عمليات في المستشفى الجامعي بالرياض، تكللت بالنجاح، ولكن الروماتيزم الذي كان معه طويلاً أقعده عن الحركة، فكان لا يأتي للعمل، ولا يذهب للمسجد إلا في عربة متنقلة، وكأن هاجساً باطنياً نبهه إلى قرب أجله، إذ أصر في حج عام ١٤١٤ هـ، أن يكون من ضيوف الرحمن، لعل الله أن يتقبّل منه حجة الوداع هذه، وقد منّ الله عليه بإكمال الحج بيسر وسهولة .. وبعد عودته من الرياض انتابته الأمراض المضنية، فأدخل الشيخ - رحمه الله - على إثرها المستشفى العسكري بالرياض الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الثلاثاء الموافق ١٦/ ٣/١٤١٥ هـ في قسم العناية المركزة ثم أُخرج منها في يوم الأحد ٢١/ ٣/١٤١٥ هـ وهو يعاني من ألم شديد في الكبد وضعف في الكلى ووجود سوائل في الرئتين وهبوط في ضربات القلب وظل بالمستشفى حتى وافاه الأجل المحتوم في يوم الخميس ٢٥/ ٣/١٤١٥ هـ في حوالي الساعة السابعة صباحاً، ثم صلّي على جنازته عقب صلاة الجمعة ٢٦/ ٣/١٤١٥ هـ في الجامع الكبير بالرياض وقد صلى عليه خلق كثير، وقد دفن بمقبرة العود بالرياض.

وما كان الجمع الغفير من مشيعيه الذين حضروا الصلاة عليه ودفنه إلا دليلاً واضحاً على محبتهم له، وإن العالم الإسلامي فعلاً قد فقد عالماً جليلاً وشيخاً فاضلاً وعَلماً من أعلام الأمة، أمضى اثنين وتسعين خريفاً من الجهاد والدعوة والعلم والتعليم بجميع جوانبه، فقدس الله روحه، ونور ضريحه، ورحمه وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في دار كرامته وجبر الله مصاب الأمة على فقده (١).


(١) الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي (٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧، ٦٦٧، ٧٤١)، العالم الرباني والمصلح المجاهد محاضر ألقاها فضيلة الشيخ أ. د. عبد الرحمن السديس مفرغة في كتاب العلامة عبد الرزاق عفيفي .. (٢/ ٦٣٧)، الحكمة من إرسال الرسل (ص ٩ - ١٠)، إتحاف النبلاء بسير العلماء (٢/ ٣٠٠ - ٣٠٢).

<<  <   >  >>