للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للقضاء بالرياض، ومن درس عليه في المدارس النظامية أو في المسجد؛ أمم لا يحصون كثرة (١).

ثالثاً: مؤلفاته.

كان الشيخ عبد الرزاق - رحمه الله - لا يرى التأليف ولا يرغب فيه، مع غزارة علمه وسعة إدراكه ووفرة مادته، وكان يعلّل ذلك بأن الناس عامة، وطلبة العلم خاصة بحاجة ماسة إلى القراءة والاطلاع أكثر من حاجتهم للتأليف والتصنيف؛ وأن هذه الكتب والمؤلفات الحديثة لا فائدة فيها، وأنه يُكتفى بما كتبه وجمعه العلماء السابقون، حيث إنهم تطرقوا إلى كل فن، وأوضحوا ما يحتاج إلى توضيح، وأن من جاء بعدهم عيال عليهم (٢).

ولعل السبب الحقيقي الذي حمل الشيخ على ترك التأليف مع التمكن من أدواته، زهدهُ في الشهرة والسمعة والمناصب، وتفرغه لتربية الأجيال، وبناء النفوس، وإعداد العلماء وتهيئتهم بالعلم والعمل وحمل أمانة التبليغ.

ومع ذلك فلهُ - رحمه الله - التالي- مع العلم أنه لم يؤلف كتباً إنما كان جُل تراثه عبارة عن تعليقات ومراجعات ومباحث كتبها للنفع العام أو أنها طُلبت منه -:

١ - تعليقاته على كتاب الإحكام للآمدي.

٢ - تعليقه على تفسير الجلالين وتصويبه (من سورة غافر إلى آخر المصحف).


(١) ينظر: الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي .. (١/ ١١٦ - ١١٨)، العالم الرباني والمصلح المجاهد محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس مفرغة في كتاب العلامة عبد الرزاق عفيفي .. (٢/ ٦٢٣)، إتحاف النبلاء بسير العلماء (٢/ ٣٢ - ٣٣).
(٢) قال - رحمه الله -: " ما من شبهة تذاع اليوم إلا وقد سبق لها شياطين الملحدين السابقين في العصور الأولى، ووقَّفها وردها وأبطلها أجلة علماء السلف ببراعة فائقة فلا سبيل أرشد من سبيلهم ولا هدي أقوم مما كانوا عليه، فالخير كل الخير في العودة إلى كتاب الله تلاوة له وتفقهاً فيه وإلى أحاديث المصطفى صاحب جوامع الكلم - صلى الله عليه وسلم - دراية ورواية، والفتيا بهذين الأصلين وعرض أعمال الناس عليهما فذلك هو الفلاح والرشاد الذي ليس بعده رشاد".
ينظر: مجموعة ملفات الشيخ (ص ١٤٨)، كلام الشيخ القطان - رحمه الله - في كتاب الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي (٢/ ٥٨٥)، كلام الشيخ بن جبرين - رحمه الله - في كتاب الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي .. (٢/ ٥٨٨) وكلا الشيخ زهير الشاويش المرجع السابق (٢/ ٧٠٤)، الحكمة من إرسال الرسل (ص ٨)، إتحاف النبلاء بسير العلماء (٢/ ٣٥ - ٣٨).

<<  <   >  >>