للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[- هل يكون في حق الأنبياء والرسل الخطأ؟]

يقول الشيخ - رحمه الله -: "نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم؛ رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم؛ فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم" (١).

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدي (٢)

أن هذا القول قول أكثر الأشعرية (٣) وهو أيضاً قول أهل التفسير والحديث والفقهاء بل لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ... " (٤).

واستدل أهل السنة والجماعة على قولهم بأدلة من الكتاب والسنة:

من الكتاب

- قوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١)} طه: ١٢١.

- وقوله عن موسى - عليه السلام -: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} القصص: ١٦.

- وقوله عن يونس - عليه السلام -: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)} الأنبياء: ٨٧.

- وقوله تعالى عن نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} الفتح:١


(١) فتاوى اللجنة (٣/ ٢٦٤).
(٢) هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم سيف الدين التغلبي الآمدي، سيف الدين الحنبلي ثم الشافعي، أحد أئمة الكلام في وقته، أشعري مشتغل بالفلسفة، له تصانيف كثيرة، ولد سنة (٥٥١ هـ)، وتوفي سنة (٦٣١ هـ).

ينظر: وفيات الأعيان (٣/ ٢٩٣)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٦٤)، لسان الميزان (٣/ ١٣٤)، الشذرات (٣/ ٣٢٣ - ٣٢٤).
(٣) الأشعرية: هم طائفة من طوائف أهل الكلام، ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري في مذهبه الثاني بعد رجوعه عن الاعتزال، وعامتهم يثبتون سبع صفات فقط لله تعالى، ويوافقون المرجئة في الإيمان، والجبرية في القدر.
ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٤)، خبيئة الأكوان لصديق حسن خان (٥٠ - ٥٣).
(٤) مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٩) و (١٠/ ٣١٣)، وينظر: منهاج السنة (١/ ٤٧٠ - ٤٧٢)، والجواب الصحيح (٦/ ٢٩٨).

<<  <   >  >>