للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[- ما ورد في أفراد الأنبياء والرسل]

يقول الشيخ - رحمه الله -: "ولا يبعد في نظر العاقل، ولا يستحيل في تقدير الفكر، أن يختص واهب النعم، ومفيض الخير بعض عباده: بسعة في الفكر، ورحابة في الصدر، وكمال صبر، وحسن قيادة، وسلامة في الأخلاق، ليعدّهم بذلك لتحمل أعباء الرسالة، ويكشف لهم عما أخفاه عن غيرهم، ويوحي إليهم بما فيه سعادة الخلق، وصلاح الكون، رحمةً للعالمين، وإعذاراً إلى الكافرين، وإقامة للحجة على الناس أجمعين، فإنه-سبحانه- بيده ملكوت كل شيء، وهو الفاعل المختار، لا مانع لما أَعطى، ولا مُعطي لما منع، ولا رادّ لما قَضى، وهو على كل شيء قدير" (١).

قال القرطبي - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} الأنعام: ١٢٤، وقال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} البقرة: ٢١٣، إلى غير ذلك من الآيات: " وعلى الجملة فقد حصل العلم القطعي، واليقين الضروري وإجماع السلف والخلف على أن لا طريق لمعرفة أحكام الله تعالى التي هي راجعة إلى أمره ونهيه، ولا يعرف شيء منها إلا من جهة الرسل، فمن قال: إن هناك طريقا آخر يعرف بها أمره ونهيه غير الرسل بحيث يستغنى عن الرسل فهو كافر يقتل ولا يستتاب، ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا جواب، ثم هو قول بإثبات أنبياء بعد نبينا عليه الصلاة والسلام، الذي قد جعله الله خاتم أنبيائه ورسله، فلا نبي بعده ولا رسول" (٢).


(١) مذكرة التوحيد (ص ٤٦).
(٢) تفسير القرطبي (١١/ ٤١).

<<  <   >  >>