للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القاضي عياض - رحمه الله -: " قد نزه الله سبحانه وتعالى الشرع والنبي عما يدخل في أمره لبساً، وإنما السحر مرض من الأمراض وعارض من العلل يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا ينكر ولا يقدح في نبوته. وأما ما ورد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولا يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه وشريعته، أو يقدح في صدقه لقيام الدليل، والإجماع على عصمته من هذا، أما ما طرأ عليه في أمر دنياه التي لم يبعث بسببها، ولا فُضل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان" (١).

رابعاً: بعض الأقوال الكفرية والبدع في نبينا - صلى الله عليه وسلم -.

١ - الأقوال الكفرية.

-القول بوحدة الوجود.

يرد الشيخ - رحمه الله - على من قال: إن حقيقة قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)} النجم: ٨، هي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس مغاير لله تعالى فلا تزعم أنه كان هناك وجودان فما رأى - صلى الله عليه وسلم - إلا نفسه.

فيقول الشيخ - رحمه الله -: " الصواب أن الذي دنا فتدلى جبريل عليه الصلاة والسلام حتى رآه الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما صح بذلك الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن زعم أن الذي دنا فتدلى هو الله تعالى فقد أخطأ خطأً فاحشاً، ثم القول بأنه ليس هناك وجودان، وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - ما رأى في ذلك الوقت إلا نفسه (قول بوحدة الوجود) وذلك كفر صريح.

ويتبين أن من قال بهذا القول ليس على الحق، بل على الباطل، وأنه ليس بمؤمن فضلاً عن أن


(١) الشفاء (٢/ ١٦٠)، وينظر: زاد المعاد (٤/ ١٢٤ - ١٢٥)، وردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر جمعها الشيخ - رحمه الله - مقبل بن هادي الوادعي.

<<  <   >  >>