للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبين الشيخ - رحمه الله - ضرورة المعجزة للأنبياء والرسل:

فيقول: "فإن خبر الإنسان عن نبوة نفسه بلا معجزة، دعوى شيء غير مألوف في سنة الله مع خلقه، فلا تقبل حتى تؤيد بما يجعلها جارية على سنته سبحانه، وما عهده البشر في إرساله رسله، بخلاف إخبار إنسان عدل عن مثله " (١).

ويقول - رحمه الله -: "فإن دعواه النبوة بلا معجزة على خلاف سنة الله في إرساله رسله" (٢).

وقال الشيخ - رحمه الله -: "الأنبياء ليسوا كغيرهم في المعجزات، وقياس غيرهم عليهم في المعجزات باطل " (٣).

قال شيخ الإسلام: "آيات الأنبياء وبراهينهم هي الأدلة، والعلامات المستلزمة لصدقهم، فمعجزات الأنبياء هي آياتهم وبراهينهم كما سماهم الله بذلك، لأن الدليل لا يكون إلا مستلزماً، للمدلول عليه، مختصاً به، ولا يكون مشتركاً بينه وبين غيره، بل إما أن يكون مساوياً له في العموم والخصوص، أو يكون أخص منه (٤).

حينئذ فإن جنس الأنبياء، متميزون عن غيرهم بالآيات والدلائل الدالة على صدقهم، التي يعلم العقلاء أنها لم توجد لغيرهم، بل إذا عبر عنها بأنها خرق عادة، فالمراد بذلك: أنها خارجة عن الأمر المعتاد لغير الأنبياء، وأنها من العجائب الخارجة عن النظائر، فلا يوجد نظيرها لغير الأنبياء (٥).


(١) الإحكام في أصول الأحكام (٢/ ٤٧).
(٢) الإحكام في أصول الأحكام (٢/ ٥٢).
(٣) شبهات حول السنة (ص ٢٢).
(٤) ينظر: النبوات (ص ٢، ١١، ٢٨).
(٥) ينظر: النبوات (ص ١١٢)

<<  <   >  >>