للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسحاق، والخلال، والطبراني، وغيرهم، وخرجها أصحاب الصحيح والمسانيد والسنن وغيرهم" (١).

ونذكر بعض الأدلة من السنة المطهرة:

- فمما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: (فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقون (٢)، فيأتيهم الله في غير الصورة (٣)،

التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه) (٤) الحديث.

- وقال - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه - عز وجل - حتى يموت) (٥).


(١) مجموعة الفتاوى (٦/ ٤٨٦).
(٢) قال النووي: " قال العلماء: إنما بقوا في زمرة المؤمنين؛ لأنهم كانوا في الدنيا متسترين بهم؛ فيتسترون بهم أيضاً في الآخرة، وسلكوا مسلكهم ودخلوا في جملتهم وتبعوهم ومشوا في نورهم، حتى ضرب بينهم بِسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، وذهب عنهم نور المؤمنين" شرح النووي لمسلم (١/ ٤٢٨).
(٣) إثبات الصورة لله تعالى مما كثر فيه الكلام بين العلماء، وقد جاءت السنة بإثبات الصورة لله تعالى وأن إطلاق هذه اللفظة على الله ليس فيها محذور إلا عندما يتخيل الشخص فيها معنى التشبيه.
قال أبو محمد ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص ٢٦١): "والذي عندي -والله تعالى أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد".

ينظر: نقض تأسيس الرازي لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٤٥٥)، ونقض أساس التقديس لابن تيمية، وعقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن لحمود التويجري، وشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبد الله الغنيمان (٢/ ٣٢ - ٦٨)، وصفات الله عز وجل للسقاف (ص ١٩٨ - ٢٠٠).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنم برقم (٦٥٧٤)، وينظر: صحيح مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب فضل صلاة الصبح والعصر والمحافظة عليها برقم (٦٣٣).
(٥) أخرجه مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد برقم (٢٩٣١) (٤/ ٢٢٤٥).

<<  <   >  >>