للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثالث.

الإيمان عند بعض المرجئة.

قال الشيخ - رحمه الله -: " الإرجاء: التأخير.

والمرجئة من المتكلمين والفقهاء أصناف منهم من قال: الإيمان مجرد التصديق.

ومنهم من قال: الإيمان مجرد النطق بالشهادتين.

ومنهم من قال: التصديق وعمل القلب.

ومنهم من قال: الإيمان التصديق وقول اللسان، وهم المرجئة الفقهاء.

وسموا مرجئة لتأخيرهم بعض مسمى الإيمان عن الدخول في مفهومه، وهناك طوائف أخرى من المرجئة" (١).

وقع الخلاف بين الطوائف في حقيقة الإيمان، وهل الأعمال داخلة فيه وحكم مرتكب الكبيرة- على أقوال:

١ - قول أهل السنة والجماعة وجماهير السلف، إن الإيمان قول واعتقاد وعمل، قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قالوا ومرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته وفي الآخرة تحت المشيئة.

٢ - قول المعتزلة والخوارج، وهؤلاء يقولون: الإيمان قول واعتقاد وعمل، وأما مرتكب الكبيرة:

أ- فحكمه في الدنيا عند المعتزلة أنه ليس بمؤمن ولا كافر، بل هو في منزلة بين المنزلتين، ومن ثم فليس مباح الدم. وأما عند الخوارج فهو كافر مباح الدم والمال.

ب- وأما حكمه في الآخرة فقد اتفق الخوارج والمعتزلة على أنه مخلد في النار كالكفار.

٣ - قول مرجئة الفقهاء -من أتباع أبي حنيفة- أن الإيمان قول واعتقاد، وأما الأعمال فغير داخلة فيه. وأما حكم مرتكب الكبيرة عندهم فهو موافق لمذهب أهل السنة.

٤ - قول الجهمية: أن الإيمان هو المعرفة فقط، وما عداها من تصديق القلب وإقراره، ومن القول والعمل، فغير داخل في الإيمان، وهذا قول الجهم. ولازم قوله أن إبليس وفرعون ومن


(١) تعليق الشيخ على الإحكام (٢/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>