للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواية بقوله: (فمن يكون عين الله في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده، يشتبه ويسهو وينسى؟!) (١).

نعم ... إنه لا يجوز لنا أيها الميلاني أن نفترض في أئمة أهل البيت السهو والاشتباه والنسيان وقد بلغوا مقام الألوهية عندك، وإلا فما وجه الربط بين هذه الرواية المغالية وبين تعليقك المغالي إن لم يكن الأمر تأليهاً صريحاً لأئمة أهل البيت؟!

لقد روى ابن بابويه القمي عن أبي الصلت الهروي قوله: قلت للرضا عليه السلام، يا ابن رسول الله، إنّ في سواد الكوفة قوماً يزعمون أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا، لعنهم الله، إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو) (٢).

فحسبنا أن نقول بقول الإمام الرضا فيمن نسب إلى أئمة أهل البيت ما لله تعالى.

ولماذا نقف عند هذه النقطة بالذات ولدينا ما هو أعجب؟

إنّ الأئمة - كما في الروايات وتصريحات علماء المذهب - قد خُلقوا من النور ولم يُخلقوا من أصل الخلقة التي خُلق منها آدم وهي التراب!

تلك معادلة صعبة لم أستطع فك رموزها، إذ ما الغاية التي من أجلها تُغيّر خلقة أهل البيت من صورتها الطبيعية التي فطر الله الناس عليها وفطر عليها الأنبياء من لدن آدم عليه السلام، إلى هذه الصورة الملائكية؟!

سيجيبك أحدهم بإجابة باردة: (أليس الله على كل شيء قديراً؟).


(١) العصمة ص٣٠
(٢) عيون أخبار الرضا (ع) - باب (ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله) - حديث رقم (٥).

<<  <   >  >>