للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(هذا الموجود، معجزة إلهية لا يستطيع أحد الوصول إلى حقيقته بل الجميع يتكلمون حسب فهمهم ومقدار إدراكهم والإمام علي (ع) غير ما يتصورونه ويتوهمونه أي أننا لا نستطيع أبدا أن نمدحه بما هو هو (١).

ولهذا فالكل يأخذ بضعة من صفاته المتضادة ويخيل إليه أنه قد عرف أمير المؤمنين عليه السلام ... إذ ذاك فالأفضل علينا غض الطرف عن التحدث حوله بل نأمل أن نسير في مسير هدايته ونصل إلى بعض هذا الصراط) (٢).

بل يذهب إلى أكثر من هذا حين يقول عن أمير المؤمنين علي: (خليفته - أي خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم- القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت، أصل شجرة طوبى وحقيقة سدرة المنتهى، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى، معلم الروحانيين ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين) (٣).

وأنت تعلم أنّ قوله (المتحد ... باللاهوت) هو كقول النصارى في المسيح عليه السلام حيث يقولون باتحاد اللاهوت بالناسوت (٤).


(١) هذه عبارة اعتدنا أن نرددها في رب العالمين، فنقول كل كمال تتصوره في رب العالمين فالله خير وأكمل من ذلك، فعقولنا لا تدرك هذا الكمال المطلق كما هو وإن أدركت معناه، لكنها عند الخميني تُقال لعلي بن أبي طالب!!
(٢) جريدة رسالت رقم ٦٢٨
(٣) مصباح الهداية ص٥
(٤) يرى النصارى أنّ المسيح عليه السلام مكون من جانبين، جانب إلهي وجانب إنسي بشري، ويطلقون على الجزء الإلهي اسم (لاهوت) وعلى الجزء البشري اسم (ناسوت).

<<  <   >  >>