للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطوات نحو إصلاح ما أفسدته الطائفية]

إنّ الحقيقة واضحة جلية، لا تحتاج إلى نقاشات مطوّلة تستهلك طاقات الأمة ويُحار فيها الفريقان (السنة والشيعة) إثباتاً ونفياً.

لقد كان الشعور يراودني منذ أن دخلت هذا المعترك بأنّ الخط الفاصل بين الحق والباطل والذي تُعرف به الحقيقة من غيرها موجود لا خفاء فيه، ولكننا في غمرة التعصب المذهبي وغياب الموضوعية والتربّي على التراشق بالتهم غفلنا عن إدراكه.

وإذا كان الله عز وجل قد وضع بيننا -المسلمين- وبين أهل الكتاب وسائر أهل الملل معايير وأسساً يتفق عليها الطرفان وتقام بها الحجة الظاهرة لأهل الإسلام على الأمم الكافرة، فإنه من غير المعقول أن تُطالب الأمة بالوحدة دون إيجاد أسسٍ تتحد عليها ومعيارٍ يُعرف به الحق من الباطل؟!

ومن يتصفح القرآن ويعيش مع آياته العظام ويراه وهو يناقش النصراني واليهودي ويراه وهو يناقش عابد الصنم وعابد القبر والدواب يدرك لأول وهلة بأنّ الله عز وجل لا يترك الحقيقة معمّاة يتخبط الناس في طلبها وسلوك طريقها بل يرسم حداً فاصلاً بين الحق والباطل.

وإذا كان الله عز وجل عالم الغيب والشهادة بعلمه الأزلي قد علم أننا سنختلف كأمة مسلمة إلى سنة وشيعة، أيُظن به أن يتركنا دون وضوح تام بين الحق الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وبين الباطل الذي أحدثته الأهواء والعصبيات؟ حاشا رب العزة ذلك.

إذاً أين الطريق؟ وأين الحق في قضية كقضية الإمامة إذا كنا كسنة وشيعة لا نثق بأوثق كتب الحديث عند الطرفين؟

<<  <   >  >>