للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الإمام الشوكاني يوجه كلامه لمتعصبي المذاهب قائلاً: (فدعوا- أرشدكم الله وإياي- كتباً كتبها لكم الأموات من أسلافكم واستبدلوا بها كتاب الله خالقهم وخالقكم ومتعبّدهم ومتعبّدكم) (١).

نعم لندع التعصب المقيت، ولنحتكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.

[لماذا لا نتحاور؟]

وإن أردت أن تعجب أكثر فاعجب من أمر مسلمي اليوم ... علّمهم القرآن الحوار مع أهل الكتاب الذين شتموا الله وشتموا رسوله، وهم اليوم يستكثرون على أنفسهم الحوار مع من انتقص من هم دون الله ودون رسوله!

يأتي المتعصب السني فيقول: (لا حوار مع من شتم صحابة رسول الله، هؤلاء روافض لا ينبغي لنا حوارهم ولا حتى دعوتهم (٢)!


(١) فتح القدير ص٣٥٢ - ٣٥٣
(٢) للأسف بعض هؤلاء المتعصبة لا يكلف نفسه حتى دعوة من يشتم الصحابة ولا الأخذ بيده، فأي موازين للدعوة هذه؟! وعلينا أن نفرّق بين فعل بعض السلف من عدم محاورة أهل البدع بغرض تحجيم فكرهم وعدم إعطائهم الفرصة لنشر باطلهم على الملأ لكونهم قلة وأرباب هوى لا طلاب حق، وبين واجب الدعوة إلى الله لكل من ضل الطريق.
وعلى فرض ثبوت مخالفة أحد من السلف لما ذكرناه فإنه لا حجة في قول أحد من الناس مع وجود المنهج القرآني القويم في الحوار ومع وجود سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنهجه في الدعوة مع الكفار وأهل الكتاب على جرأتهم على الله ورسوله والمنافقين على ما يظهر منهم من التربص بالإسلام والمسلمين والأعراب على ما عُرِف فيهم من الجلافة وسوء الحوار فضلاً عن غيرهم، نعم من أراد المكابرة منهم لا يناقش ولا يُعطى المجال لكن التعميم في الحكم هو ما نستنكره.

<<  <   >  >>