للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديثه صلى الله عليه وآله وسلم عن الجليس الصالح والجليس السوء أشهر ما يكون، إذ يقول: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة) (١).

وعلى هذا النسق توالت الأحاديث النبوية وكذا أحاديث الأئمة.

فقد روى الإمام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة) (٢).

ويقول الإمام علي فيما كتبه إلى الحارث الهمداني: (واحذر صحابة من يقبل رأيه ويُنكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه) (٣).

ويقول الإمام جعفر الصادق: (خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل، مشغول القلب، فأولها صحة البدن، والثانية الأمن، والثالثة السعة في الرزق والرابعة الأنيس الموافق، قلت: وما الأنيس الموافق؟ قال: الزوجة الصالحة، والولد الصالح والخليط الصالح، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال: الدعة) (٤)، فكيف يصح في العقل أن ينسب الشيعة الإثنا عشرية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الزوجة السوء) و (الخليط السوء) ثم يدّعون بعد ذلك أنهم لاينسبون إلى رسول الله السوء؟!


(١) مجموعة ورام ٢/ ٢٦٦ باب (ذكر جمل من مناهي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه).
(٢) بحار الأنوار ٧٢/ ٩٠ ومعاني الأخبار ص١٩٦
(٣) بحار الأنوار ٧١/ ١٩٩ ومستدرك الوسائل ٨/ ٣٣٥ (باب تحريم مصاحبة الكذّاب) حديث رقم (٩٥٩٠).
(٤) الخصال ص٢٨٤ (خمس خصال من لم تكن فيه واحدة) حديث رقم (٣٤) وبحار الأنوار ٧١/ ١٨٦

<<  <   >  >>