للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أثر هذه الكلمات في نفس مسلم يرى صحابة نبيه في قفص الاتهام .. وليته كان اتهاماً فحسب بل هو القذف الصريح لهذه الفئة المختارة بالفسق والكفر والردة!

قد حكم الإمام الصادق بزوال عقل وانشغال قلب ونقصان عيش من افتقد الزوجة الصالحة والخليط الصالح، فإلى ماذا ينسب علماء الشيعة الإثني عشرية رسولنا الكريم وهم يدّعون أنّ زوجته كانت ضالة أو كافرة وأنّ أصهاره وخلطاءه كفار ومرتدون على أعقابهم؟!

أسئلة ترد على البال ومن حق كل مسلم أن يثيرها ويُحاكم فيها ضميره ...

إنه الاختلاف الجذري بين رؤية أهل السنة والجماعة إلى صحابة رسول الله وزوجاته وبين رؤية الشيعة الإثني عشرية ... هذه مقدّمته والكلام في تفاصيله أعظم دلالة على الحق وبياناً للجرم.

[ماذا عن امرأتي نوح ولوط عليهما السلام؟]

لعل قائلاً يقول: هذا نوح ولوط عليهما السلام قد قال الله تعالى عن زوجتيهما {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} (١) فكيف لا تُتصور الخيانة في زوجات النبي عليه الصلاة والسلام؟

أقول: قد ثبت عند أولي الألباب أنّ الله عز وجل قد نزّه نوحاً ولوطاً عليهما السلام من هاتين المرأتين في حياتهما، فشهد هذان النبيان الكريمان عقاب الله لتينك المرأتين، وطهرهما الله عز وجل منهما، فتبيّن من ذلك أنه لو كان في زوجة من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله


(١) سورة التحريم آية ١٠

<<  <   >  >>