للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده ولا وحي بعده، فكيف يجوز لعاقل أن يتصور أن تُترك لزوجاته فرصة الخيانة والارتداد من بعده وهنّ أمهات للمؤمنين ومكانهنّ من رسول الله يوجب هلاك الأمة للاغترار بقربهنّ من رسول الله؟!

إنّ مثل هذا الكلام لا يقوله عاقل أصلاً.

هذا وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِر} (١) والشيعة الإثنا عشرية يتهمون أم المؤمنين عائشة تارة بالكفر وتارة بالنفاق، فكيف جاز لرسول الله أن يبقيها زوجة له.

وقد روى علي بن إبراهيم القمي والحر العاملي عن الإمام الباقر في قوله تعالى {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِر} يقول: (من كانت عنده امرأة كافرة، يعني على غير ملة الإسلام وهو على ملة الإسلام فليعرض عليها الإسلام، فإن قبلت فهي امرأته وإلا فهي بريئة منه، فنهى الله أن يستمسك بعصمتها) (٢).

فأم المؤمنين عائشة إن كانت كافرة أو مرتدة أو منافقة – برأها الله من هذا الإفك – ففي جميع الحالات كان من الواجب تطليقها التزاماً لكتاب الله، اللهم إلا إذا كان رسول الله المبلّغ عن الله لم يعلم نفاقها وعَلِمَ ذلك علماء الشيعة، فتلك مسألة أخرى!


(١) سورة الممتحنة آية ١٠
(٢) تفسير القمي ٢/ ٣٦٣ ووسائل الشيعة ٢٠/ ٥٤٢

<<  <   >  >>