للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محبتهم عليهم السلام (١) إنما هي عبارة عن القول بإمامتهم، وجعلهم في مرتبتهم، وأنّ اعتقاد تأخيرهم عن تلك المرتبة وتقديم غيرهم عليهم بغض وعداوة لهم صلوات الله عليهم، فما يدّعيه بعض المخالفين من المحبة أو يدّعيه بعض أصحابنا لهم، دعوى لا دليل لها ولا برهان بل الدليل على خلافها واضح البيان، كما دريته من أمثال هذه الأخبار الحسان) (٢).

ويقول نعمة الله الجزائري (٣) في "الأنوار النعمانية ٢/ ٣٠٧" ما نصه: (ويؤيد هذا المعنى أنّ الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله مع أنّ أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم وكان يُظهر لهم التودد).

ولن تجد مغالياً في الحب يرضى بحب من لم يكن مغالياً مثله.

ولذا مهما قرأ علماء الشيعة في كتب أهل السنة من ثناء عطر على أهل البيت أو إشادة بموقف أحد منهم فإنّ هذا لن يغير نظرتهم تجاه أهل السنة، طالما أنّ كاتب هذه الكلمات لا


(١) أي الأئمة الإثنى عشر وهم "علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر بن محمد الملقب بالصادق وموسى بن جعفر الملقب بالكاظم وعلي بن موسى الملقب بالرضا ومحمد بن علي الملقب بالجواد وعلي بن محمد الملقب بالهادي والحسن بن علي الملقب بالعسكري ومحمد بن الحسن الملقب بالقائم أو الحجة أو المهدي المنتظر".
(٢) الشهاب الثاقب في معنى الناصب ص١٤٤
(٣) نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري، ترجم له المحقق يوسف البحراني في "لؤلؤة البحرين ص١١": (كان هذا السيد فاضلاً، محدثاً، مدققاً، واسع الدائرة في الاطلاع على أخبار الإمامية وتتبع الآثار المعصومية).
وقال عنه الخوانساري في "روضات الجنات ٨/ ١٥٠" فقال: (كان من أعاظم علمائنا المتأخرين وأفاخم فضلائنا المتبحرين، واحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث، وأخذ حظه من المعارف الربانية بحثه الأكيد وكدّه الحثيث).

<<  <   >  >>