للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نموذجان حَيّان للمزاجية في تفسير النصوص الشرعية

ليس من الإنصاف للحقيقة أن يعطي المرء رأيه في مسألة دون نقاشها أو دراستها، إذ إنّ الحقائق تعرف بالدراسة والبحث لا بالعاطفة والأحاسيس والكشف الصوفي، ولذا آليت على نفسي أن أقرأ أهم ما استدل به الشيعة الإثنا عشرية على ردة الصحابة وانقلابهم على أعقابهم ثم أسطّر بعد ذلك الحقيقة التي خرجت بها من ذلك البحث.

[أ - آية آل عمران]

استدل الشيعة الإثنا عشرية بقول الله تعالى في كتابه العزيز {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ. وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِين} (١)

وادّعى التيجاني (٢) أنّ هذه الآية صريحة في الدلالة على انقلاب الصحابة بعد رسول الله وعدّ الصحابة المنقلبين على أعقابهم هم الكثرة الغالبة من الصحابة فيما ثبت من الصحابة قلة قليلة وهي الفئة التي ترى الشيعة الإثنا عشرية ثبوتها على الإسلام.

ويطبّق التيجاني ومن سبقه إلى هذا الفهم من علماء الشيعة هذه الآية على ما حصل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حادثة السقيفة بانتخاب أبي بكر خليفة المسلمين!!

ولي مع هذه الدعوى وقفات أقول فيها:


(١) سورة آل عمران آية ١٤٣ - ١٤٤
(٢) ثم اهتديت ص١١٤

<<  <   >  >>