للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعد: فلقد رأيته يناولني ويقول: ارم فداك أبي وأمي .. حتى إنه ليناولني السهم ما فيه نصل فيقول: ارم به! (١)

فأما طلحة بن عبيد الله فيكفيه شرفاً أن شُلت يده وهو يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول قيس بن أبي حازم رضي الله عنه: (رأيت يد طلحة شلاّء، وقى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد). (٢)

ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (لما كان يوم أحد وولّى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار وفيهم طلحة بن عبيد الله فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (من للقوم؟)، فقال طلحة: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: أنت، فقاتل حتى قُتِل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، قال: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: أنت، فقاتل حتى قُتل، ثمّ لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيُقاتل قِتال من قبله حتى يُقتل حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قِتال الأحد عشر حتى ضُربت يده فقُطعت أصابعه فقال: حسّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو قلت بِسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون) ثم ردّ الله المشركين) (٣).


(١) تاريخ الطبري ٢/ ٦٦
(٢) رواه البخاري-كتاب المغازي- باب {إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليّهما} - حديث (٤٠٦٣).
(٣) رواه النسائي- كتاب الجهاد - باب (ما يقول من يطعنه العدو) - حديث رقم (٣١٥١).

<<  <   >  >>