للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيت له من جهة السكنى، وإطلاق هذا اللفظ على نساء الرجل أخص وأعرف بحسب العرف والعادة.

وأولاده صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل بيته من جهة الولادة، ومع شمول هذا اللفظ لجميع أولاده فيدخل كل من فاطمة ابنته رضي الله عنها وعلي زوج ابنته رضي الله عنه وابناهما في أهل بيته.

فإن شئت التوسع في الكلام عن مصطلح (آل البيت) وإطلاقاته فاعلم أنّ لفظ (الآل) في الشرع يُطلق ويراد به مقامان اثنان: أولهما (مقام الاتباع والنصرة) والثاني (مقام من تحرم عليهم الصدقة).

وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل:

أولاً: مقام (الاتباع والنصرة)

فقد استخدم العرب لفظ (الآل) في الدلالة على الأتباع.

وفي هذا يقول عبد المطلب في الفيل وأصحابه:

وانصُر على آلِ الصِّليب وعابديهِ اليَومَ آلَكَ (١)

ومراده هنا أن يقول: وانصر اللهم أتباعك وأنصارك اليوم على أتباع الصليب وعابديه.

وقد ورد لفظ (الآل) في القرآن والسنة أحياناً بهذا المعنى، ومثاله قول الله تبارك وتعالى {إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} (٢)، والمراد بالآية لوط عليه السلام وأتباعه المؤمنون به من أقاربه وغيرهم.


(١) جلاء الأفهام ١/ ٢٠٦ وفتح الباري ١١/ ١٦٠
(٢) سورة القمر آية ٣٤

<<  <   >  >>