للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمسألة لا تقف أحياناً عند التفضيل المبطّن للأئمة على نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بل تصل إلى حد إسباغ بعض صفات الله تعالى على الأئمة!

وهذه أعظم من سابقتها، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر، والتطاول عليه ليس كالتطاول على خالقه وخالقنا (العزيز الجبار).

فقد نسبت الروايات إلى الإمام علي قوله (أنا الأول أنا الآخر) (١)، وقوله (أنا عين الله وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله) (٢).

وقد ذكر المجلسي ستاً وثلاثين رواية (٣) في كون الإمام علي هو وجه الله ويد الله!

وفي رجال الكشي (٤) وردت الرواية بصيغة أخرى هي (أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول والآخر، وأنا الظاهر والباطن)!

وقد ذكر هذه الروايات ابن بابويه القمي في كتابه "التوحيد!! " لكنه حاول جاهداً إيجاد تأويلات سائغة لها بعد أن عجز عن تضعيفها أو الطعن فيها!

فإن جاز لك أن تتصوركتاباً صُنِف في (التوحيد) يُمكن أن يذكر مثل هذه الشركيات ويبررها ويبحث لها عن المخارج، فما بالك بغيرها من الكتب؟

لقد نسبوا للإمام علي أنه قال أيضاً: (والله قد كنت مع إبراهيم في النار، وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلّمته


(١) جامع الأسرار ومنبع الأنوار لحيدر آملي ص٢٠٥ حديث رقم ٣٩٤.
(٢) رواه الكافي ١/ ١٤٥ والمجلسي في بحار الأنوار ٢٤/ ١٩٤.
(٣) بحار الأنوار ٢٤/ ١٩١ - ٢٠٣
(٤) رجال الكشي ص٢١١ رقم ٣٧٤ وانظر بصائر الدرجات ص١٥١ وبحار الأنوار ٩٤/ ١٨٠.

<<  <   >  >>