للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوراة، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجبّ فأنجيته من كيد إخوته، وكنت مع سليمان على البساط وسخّرت له الرياح) (١).

حتى علم الغيب شاركوه فيه!

فنسبوا للإمام الصادق قوله (إنّ الإمام لا يخفى عليه شيء مما في الأرض ولا مما في السماء وأنه ينظر في ملكوت السماوات فلا يخفى عليه شيء، ولا همهمة ولا شيء فيه روح، ومن لم يكن بهذه الصفات فليس بإمام) (٢) وقوله: (إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون) (٣).

بينما يقول الله تعالى عن نفسه {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٤).

ويأمر أفضل الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين أن يقول للناس {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوء} (٥).

أما التحكم بالكون وتسيير أموره فحدّث ولا حرج!

فقد نسبوا للإمام جعفر الصادق قوله (إنّ الدنيا تمثل للإمام في مثل فلقة الجوز، فلا يعزب عنه منها شيء، وإنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء) (٦).


(١) الأنوار النعمانية ١/ ٣١ واللمعة البيضاء ص٢٢٢ والولاية التكوينية لآل محمد ص١٣٠
(٢) الأنوار النعمانية ١/ ٣٣ والولاية التكوينية لآل محمد ص٢٠٣
(٣) الكافي – كتاب الحجة – (باب إنّ الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون) - حديث رقم (٢).
(٤) سورة النحل آية ٦٥
(٥) سورة الأعراف آية ١٨٨
(٦) الاختصاص ص٢١٧ (قدرة الأئمة (ع))، وبحار الأنوار ٢٥/ ٣٦٧ وبصائر الدرجات ص٤٠٨

<<  <   >  >>