للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلكل عنصر عند احتراقه لون خاص به. فوجد أنها تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض. بل اكتشفت عناصر في الشمس قبل اكتشاف وجودها في الأرض. وبذلك قرر العلم اليوم ما قرره القرآن وأشار إليه قبل ألف وأربعمائة عام من أن الأرض والشمس والنجوم أي السماء والأرض وما فيهما أنما كانت سديما انفصل إلى أجزاء {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

والجواب أن يقال أما ما زعمه من توصل الفلكيين إلى معرفة كيفية نشوء الأرض فهو زعم باطل مردود بقول الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}.

وكيفية خلق الأرض من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى أو من أطلعه على ذلك من المرسلين. قال الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية وقال تعالى {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}.

وليس الغيب ما يتوصل إليه بالبحوث والمراصد والمجاهر والأبحاث الجيولوجية والتحاليل الأرضية كما زعمه الصواف.

ومن ادعى علم الغيب بهذه الطرق فهو طاغوت، ومن صدقه فهو ممن آمن بالطاغوت شاء أم أبى.

وأما نظرية "لابلاس" فليست بصحيحة كما زعمه الصواف وإنما هي ظن وتخرص وقد قال الله تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}.

وقد ذكر الله تعالى خلق الأرض في مواضع كثيرة من القرآن وفصل ذلك في سورة حم السجدة فقال تعالى {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ

<<  <   >  >>