للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب» (١).

فإذا كان القلب صالحًا بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل, قول باطن وظاهر, وعمل باطن وظاهر, والظاهر تابع للباطن لازم له, متى صلح الباطن صلح الظاهر وإذا فسد فسد.

فلابد في إيمان القلب من حب الله ورسوله وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [سورة البقرة, الآية: ١٦٥].

فوصف الذين آمنوا بأنهم أشد حبا لله من المشركين لأندادهم (٢).

- وقال شيخ الإسلام: والصدق والإخلاص هما في الحقيقة


(١) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب ٢٩ح رقم ٥٣جـ / ١ص / ١٢٦.
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية جـ / ٧ص / ١٨٦ - ١٨٨ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>