للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس يتوفى مبكراً قبل أن يبلغ سنَّ الأشد، وبعضهم يكبر حتى يردَّ إلى أرذل العمر، {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجلَّ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} و {أَرْذَلِ الْعُمُرِ}. . . أخسه وأدونه، وهو الهرم والخرف، حتى لا يعقل.

ومن الآيات التي أوضح الله فيها أطوار خلق الإنسان قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَانَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: ١٤]، وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجلَّا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [غافر: ٦٧].

وقد عرَّفنا ربُّنا تبارك وتعالى بمزيد من التعريف بنفسه، فقال: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}، وقوله: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً} أي: تراها هامدة رؤيةً بصريةً، وهامدةً يابسةً، ليس فيها حياةٌ، ولا نباتٌ، قوله: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} فإذا أنزل الله عليها ماء المطر أو الأنهار أو العيون {اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} أي: تحركت الأرض بالنبات الذي تحرك في داخلها، ثم خرج منها، ومعنى {وَرَبَتْ} زادت وارتفعت. وقوله:

<<  <   >  >>