للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٢ - رأيتُ اللهَ (١)

عائض بن عبد الله القرني

إلهَ الكونِ يُسْعِدُني رِضَاكا ... وما لي خالقٌ أبدًا سِواكَا

تراك إذا رأيتُ الكَوْنَ عَيْنِي ... وأنتَ اللهُ أعظمُ أن نَرَاكَا

إذا ما الفجْرُ في الآفاقِ حَاكَا ... وإذ بالطَلِّ مُنْسَكِبٌ تَبَاكَى

وإذا بالماءِ في الأوهَادِ يَسْرِي ... يُتَمْتِمُ عن مَعَانٍ لستُ أدري

عساهُ يقولُ للرحمَنِ شُكرًا ... فأنتَ اللهُ قد أجريتَ نَهْري

وتنشقُّ الزُّهورُ بكلِّ لونِ ... تقولُ لنا أيَا قَوْمِي دعُوني

أسبحُ للذي بالماءِ أسَرى ... إليَّ وكُنتُ في هَوْلِ المنُون

وهبَّ الطَّيرُ للأرْزَاقِ صُبحَا ... تُسبِّحُ وهيَ في الآفاقِ سَبْحَا

ولولا ربُّها سَقَطَتْ خِفافًا ... وأهوَى نحوَها الصَّيادُ ذبحَا

إلهي في جميعِ الكَوْنِ شاهدْ ... بأنكَ موجدٌ للخَلْقِ واحدْ

ومن جَحَدَ الحقيقةَ كذَّبوه ... كذبتَ لقد خَسِرتَ أيا مُعاندْ

فمُدَّ الطَّرفَ في لَوْحِ السَّماءِ ... وسائِلْ وردَهُ بعدَ انتِهاء

أحَطْتَ بكُنهِه أم لمَ تُحِطْهُ ... فأنتَ اليومَ في دورِ الغَبَاء

تَرَى قمرًا فَقِفْ حتَّى تُفكّرْ ... ترى الرحمنَ ممَّا رُمتَ أكبرْ


(١) ديوان لحن الخلود (ص:٤٤ - ٤٥).

<<  <   >  >>