للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو خيرُ المسؤولين، وأكرمُ المعطين، ورازقُ الناسَ أجمعين.

يعلمُ حوائجَ السائلين، وضمائرَ الصامتين، وأسرارَ صدورِ العالمين.

لا يزدادُ على كثرةِ السؤالِ إلا جودًا وكرمًا، ولا على كثرةِ الحوائجِ إلا تفضلًا وإحسانًا.

هو العليُّ الكبيرُ، الوليُّ الحميدُ، العزيزُ المجيدُ، المبدئُ المعيدُ، الفعالُ لما يريدُ، الحيُّ القيومُ، القويُّ المتينُ، العظيمُ الجليلُ، له الخلقُ والأمرُ، وبيدهِ النفعُ والضرُّ، وله الحكمُ والتقديرُ، والملكُ والتدبيرُ، ليسَ لهُ في صفاتِهِ شبيهٌ ولا نظيرٌ، ولا له في آلهيتهِ شريكٌ ولا ظهيرٌ، ولا له في سلطانهِ وليٌّ ولا نصيرٌ.

سبحانه من مليكٍ ما أمنَعَه، وجوادٍ ما أوسعَهُ، ورفيعٍ ما أرفَعَه، لا رادَّ لمشيئته، ولا مبدِّل لكلماتهِ، قولهُ حُكْمٌ، وقضاؤه حَتْمٌ، وأمْرُه رشدٌ، باهِرُ الآياتِ، فاطرُ السمواتِ، بارئُ السماتِ، مجيبُ الدعواتِ، مغيثُ اللهفاتِ، مقيلُ العثراتِ. أكبرُ من كلّ شيءٍ، وأعظمُ من كلِّ شيءٍ، وأعزُّ من كلِّ شيءٍ، وأقدرُ من كل شيءٍ، وأعلمُ من كلِّ شيءٍ، وأحكمُ من كلِّ شيءٍ.

قالَ ابنُ القيِّمِ في صفةِ عظمةِ اللهِ ـ عز وجل ـ:

«يدبِّرُ أمرَ الممالكِ، ويأمرُ وينهى، ويخلقُ ويرزقُ، ويميتُ ويُحْيي، ويقضي وينفِّذُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويقلِّبُ الليلَ والنهارَ، ويُدَاوِلُ الأيامَ بينَ الناسِ، ويُقَلِّبُ الدُّوَلَ، فيذهبُ بدولةٍ، ويأتي بأخرى.

والرسلُ من الملائكةِ عليهم الصلاةُ والسلامُ بين صاعدٍ إليه بالأمرِ، ونازلٍ من عندِهِ به، وأوامرُه ومراسيمُهُ متعاقبةٌ على تعاقبِ الأوقاتِ، نافذةٌ

<<  <   >  >>