للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ *} (١).

قال الشيخ السعدي رحمه الله: «يذكر تعالى منَّته على عبديه ورسوليه، موسى، وهارون ابني عمران، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى الله تعالى، ونجاتهما وقومهما من عدوهما فرعون، ونصرهما عليه، حتى أغرقه الله وهم ينظرون، وإنزال الله عليهما الكتاب المستبين، وهو التوراة التي فيها الأحكام والمواعظ، وتفصيل كل شيء، وأن الله هداهما الصراط المستقيم، بأن شرع لهما ديناً ذا أحكام وشرائع مستقيمة موصلة إلى الله، ومنَّ عليهما بسلوكه. {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ. سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} أي: أبقى عليهما ثناء حسنًا، وتحية في الآخرين، ومن باب أولى وأحرى في الأولين» (٢).

٣ - نبي الله يونس عليه السلام: قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} (٣).

قال ابن كثير رحمه الله: «إن يونس بن متَّى عليه السلام، بعثه الله إلى أهل قرية «نينوى»، وهي قرية من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله، فأبوا عليه تمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضباً لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث. فلما تحققوا منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عزَّ وجلَّ، وجأروا إليه، ورغت الإبل وفضلانها، وخارت البقر


(١) سورة الصافات، الآيات: ١١٤ - ١٢٢.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ص ٧٠٦.
(٣) سورة الأنبياء، الآيتان: ٨٧، ٨٨.

<<  <   >  >>