للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول على صفة الحياة والعلم والقدرة. وقد تقدم بطلان قول من حمل لفظ الصورة على هذه الصفات ما (١) فيه كفاية وذلك كله دليل على بطلان هذا بطريق الأولى، وهذه (٢) الوجوه المذكورة في الصفة كلها.

الوجه الثالث عشر: أن إطلاق لفظ الصورة على مجرد كونه مدبرا للعالم من غير حلول فيه أمر لا يدل عليه اللفظ بوجه من الوجوه، بل هو من جنس دعاوي القرامطة والباطنية، ولا ريب أن كلام المتفلسفة في الروح مما يميل إليه القرامطة الباطنية.

الوجه الرابع عشر: عند أبي حامد ومتبوعيه من المتفلسفة أن الملائكة بهذه المثابة وهي التي يسمونها العقول والنفوس فإنها عندهم مدبرة لعالم الأفلاك من غير حلول فيها فلا اختصاص لآدم بكونه مخلوقاً على صورة الله تعالى على هذا التقدير، بل جميع الملائكة وما يسمونه العقول والنفوس مخلوق على صورة الله تعالى على هذا التقدير، ومن أثبت من هؤلاء ووافق على أن لهم معاداً فإنه يقول فيهم كذلك فيكون إبليس أيضاً مخلوقاً على صورة الله تعالى عندهم، وينبني على هذا أن ينهى عن تقبيح الجن والشياطين لأنهم مخلوقون على صورة الله تعالى.

الوجه الخامس عشر: أن هذا الكلام خرج مخرج المدح والتعظيم لآدم، والمدح إنما يكون بالصفات الثبوتية وبالسلبية التي تتضمن صفات ثبوتية، وليس فيما ذكروه إلا مجرد كونه مدبراً للبدن وكونه غير حال فيه، وهذه الصفة الثانية صفة سلبية ومجرد التدبير مشترك بين جميع الحيوانات.

الوجه السادس عشر: أن يقال إن تشبيه الرب بالعبد إما أن


(١) كذا في المخطوطة، والصواب بما.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعله وهكذا.