للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانحرافًا (١) عن القرآن، وعما أجمع المسلمون عليه (٢).

وزعموا أنهم ينفردون بالقدرة على أعمالهم دون ربهم، وأثبتوا (٣) لأنفسهم غنى (٤) عن الله، ووصفوا أنفسهم بالقدرة على ما لم يصفوا الله بالقدرة عليه، كما أثبتت المجوس للشيطان من القدرة على الشر ما لم يثبتوه لله - عَزَّ وَجَلَّ - فكانوا مجوس هذه الأمة، إذ دانوا بديانة المجوس، وتمسكوا بأقوالهم، ومالوا إلى أضاليلهم.

وقنطوا الناس من رحمة الله، وآيسوهم من (٥) روحه، وحكموا على العصاة بالنار والخلود [فيها] (٦)، خلافًا لقول الله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٧).

وزعموا أن من دخل النار لا يخرج منها، خلافًا لما جاءت به الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله يخرج من النار قومًا بعدما امتحشوا فيها وصاروا حممًا (٨).


(١) في الإبانة: وإعراضًا.
(٢) في الإبانة: وعما أجمع عليه أهل الإِسلام.
(٣) في الإبانة: فأثبتوا.
(٤) في الإبانة: الغنى.
(٥) من: ساقطة من: س.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من: الإبانة.
(٧) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(٨) أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا -امتحشوا: احترقوا- وعادوا حممًا -حممًا: صاروا فحمًا- فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل -حميل السيل: الغثاء الذي يحمله السيل-"، أو قال: حمية -جاء في مسلم في رواية حمئة أو حميلة السيل. والحمئة: الطين الأسود الذي يكون في أطراف النهر- السيل.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تروا أنها تنبت صفراء ملتوية" هذا لفظ البخاري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>