للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١) فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أخبروه أن الله يحبه" (٢).

وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك، ويحب من يحب ذلك، ولا خلاف بين المسلمين في استحباب قراءة آيات الصفات في الصلاة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره، بل بسم الله الرحمن الرحيم من آيات الصفات، وكذلك أول سورة الحديد (٣)، إلى قوله: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (٤) هي من آيات الصفات، وكذلك آخر سورة الحشر، هي من أعظم (٥) آيات الصفات، بل جميع أسماء الله الحسنى هي مما وصف الله بها (٦) نفسه، كقوله: الغفور، الرحيم، العزيز، الحكيم، العليم، القدير، العلي، العظيم، الكبير، المتعال، القوي، العزيز، الرزاق (٧)، ذو القوة المتين، الغفور، الودود، ذو العرش المجيد، فعّال لما يريد،


(١) سورة الإخلاص، الآية: ١.
(٢) الحديث ورد في صحيح البخاري بهذا اللفظ عدا كلمة "رسول" في المواضع الثلاثة فإنها وردت بلفظ "النبي". راجع: صحيح البخاري ٨/ ١٦٤ - ١٦٥ كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله.
وكذا ورد في صحيح مسلم بهذا اللفظ، عدا كلمة "ذكروا" فإنها وردت بلفظ "ذكر". راجع: صحيح مسلم ١/ ٥٥٧ حديث رقم ٢٦٣ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
(٣) في الأصل، س: "أول الحديد وآخر الحشر". والمثبت من: ط.
(٤) سورة الحديد، الآيات: ١، ٤.
(٥) في الأصل: "هي أعظم". والمثبت من: س، ط.
(٦) في س، ط: "به".
(٧) في الأصل: "الرازق" ولم ترد في القرآن الكريم بهذا اللفظ والمثبت من س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>