للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وليس في شيء] (١) من ذلك نفي الجهة والتحيز (٢) عن الله، ولا وصفه بما يستلزم لزومًا بينًا نفي (٣) ذلك، فكيف يصح مع كمال الدين وتمامه، ومع كون الرسول قد بلغ البلاغ المبين أن يكون هذا من الدين والإيمان ثم لا يذكره الله ورسوله قط؟ وكيف يجوز أن يدعى الناس ويؤمرون باعتقاد في أصول الدين ليس له أصل عن من (٤) جاء بالدين؟ هل هذا إلّا صريح تبديل الدين؟

الوجه الثالث (٥):

أني (٦) قد قلت لهم: قائل هذا القول: إن أراد به أن ليس في السموات رب، ولا فوق العرش إله، وأن محمدًا لم يعرج به إلى ربه، وما فوق العالم إلّا العدم المحض، فهذا باطل مخالف لإجماع سلف الأمة وأئمتها، وهذا المعنى هو الذي يعنيه جمهور الجهمية (٧) من مشايخ الممتحنين ونحوهم، يصرحون به في كلامهم وكتابهم.

وإن أراد به أن الله لا يحيط به مخلوقاته، ولا يكون في جوف الموجودات فهذا مذكور مصرح به في كلامي، وإثبات هذا المعنى، وهو


= وسنن ابن ماجة ٢/ ١٢٧٤ كتاب الدعاء -باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه- الحديث رقم ٣٨٧٣.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في الأصل: "الحيز" وهو تصحيف، والمثبت من: س، ط.
(٣) في س "ينفي".
(٤) في س: "غير من"، وفي ط: "عمن".
(٥) في هذا الوجه يناقشهم شيخ الإسلام -رحمه الله- باصطلاحهم، إذ أن مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم ليس بمكروه، إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة.
راجع: درء تعارض العقل والنقل ١/ ٤٣.
(٦) "إني": ساقطة من س، ط.
(٧) الجهمية: سبق التعريف بهم ص: ١٠، ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>