للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - ولا على عهد الصحابة، وإنما هو رأي محدث، ويرون أن أول من تكلم فيه (١) جهم بن صفوان، وكان جيهم -فيما بلغنا- لا يعرف بفقه ولا ورع ولا صلاح، أعطي لسانًا منكرًا فكان يجادل ويقول برأيه، يجادل السمنية، وهم شبه المجوس، يعتقدون الأصنام، فكلمهم فأحرجوه (٢) حتى ترك الصلاة أربعين يومًا، لا يعرف ربه، وكلامهم يدعو إلى الزندقة، وكلامهم وصفناه (٣) لغير واحد من أهل الفقه (٤) والبصر، فمالوا (٥) آخر أمرهم إلى الزندقة، والرجل إذا رسخ في كلامهم ترك الصلاة، واتبع الشهوات.

وكان أبو الجوزاء (٦) صاحب جهم، وكان أقوى في أمرهم من جهم -فيما بلغنا- وكان يسكن الفارياب (٧)، وأخبرنا أناس من أهلها من صالحيهم، أنه ترك الصلاة، وشرب الخمر، واتبع الشهوات، وأفسد عالمًا من الناس، فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى، ما أعلم من تكلم في الإِسلام قوم أخبث من كلامهم، القرآن كله نقض على كلامهم.

وبلغنا أن منهم من يقول: إن ما يفسد علينا كلامنا (٨) القرآن


(١) "فيه": ساقطة من س، ط.
(٢) في جميع النسخ: "فأخرجوه". ولعل ما أثبت هو المناسب.
(٣) في ط: "وضعناه".
(٤) في ط: "اللغة".
(٥) في الأصل، س: "فقالوا". والمثبت من: ط.
(٦) أبو الجوزاء لم أعثر له على ترجمة.
(٧) في جميع النسخ: "الفاريات". ولعل الصواب ما أثبته.
والفارياب: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان، قرب "بلخ" ينسب إليها جماعة من الأئمة.
راجع: معجم البلدان -لياقوت الحموي- ٤/ ٢٢٩.
(٨) "كلامنا" ساقطة من: س.

<<  <  ج: ص:  >  >>