للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدرجة الثَّانية، وهم الرافضة، المعروفون كالإمامية (١) وغيرهم: الذين يعتقدون أن عليًّا هو الإمام الحق بعد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بنص جلي أو خفي، وأنه ظلم (ومنع) (٢) حقه، ويبغضون أبا بكر وعمر، ويشتمونهما، وهذا عند (٣) الأئمة فيما الرافضة، وهو بغض أبي بكر وعمر وسبهما.

والدرجة الثالثة: المفضِّلة من الزيدية (٤) وغيرهم: الذين يفضلون عليًّا على (أبي) (٥) بكر وعمر، ولكن يعتقدون إمامتهما وعدالتهما ويتولونهما، فهذه الدرجة -وإن كانت باطلة- فقد نسب إليها طوائف من أهل الفقه والعبادة، وليس أهلها قريبًا ممن قبلهم، بل هم إلى أهل السنة أقرب منهم إلى الرافضة، لأنهم ينازعون الرافضة في إمامة الشيخين وعدلهما وموالاتهما، وينازعون أهل السنة في فضلهما على علي، والنزاع الأول أعظم، ولكنهم (٦) هم المرقاة (٧) التي تصعد منه الرافضة فهم لهم باب.


(١) تقدم التعريف بهم. راجع ص: ٢٥٩.
(٢) في الأصل: "ومنعه". والمثبت من: س، ط. ولعلّه المناسب.
(٣) في س، ط: "وهذا هو عند".
(٤) الزيدية: فرقة من الشيعة، وهم المنسوبون إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهم فرق: الجارودية، والسليمانية، والصالحية، والبترية، وهذه يجمعها القول بإمامة زيد بن علي في أيَّام خروجه في زمن هشام بن عبد الملك.
راجع: الفرق بين الفرق -للخطيب البغدادي ص: ٢٢ - ٢٣. والملل والنحل - للشهرستاني ١/ ١٥٤ - ١٦٢. واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص: ٧٧ - ٧٨. وكشاف اصطلاحات الفنون- للتهانوي ٣/ ١١٣.
(٥) في الأصل: "أبا". وهو خطأ. والمثبت من: س، ط.
(٦) في س، ط: "ولكن هم".
(٧) المرقاة: بفتح الميم وكسرها: الدرجة، واحدة من مراقي الدرج.
انظر: لسان العرب لابن منظور ١٤/ ٣٣٢ (رقا).

<<  <  ج: ص:  >  >>