للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عيينة: قد تكلموا في الاعتزال والرفض والقدر، وأمرونا (١) باجتناب القوم، فما نعرف القرآن إلّا كلام الله فمن (٢) قال غير هذا فعليه لعنة الله، ما أشبه هذا القول بقول النصارى، لا (٣) تجالسوهم ولا تسمعوا كلامهم.

قال البُخاريّ (٤): حدثني الحكم بن محمد الطبري (٥)، حدَّثنا سفيان بن عيينة قال: أدركت مشائخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون (٦): القرآن كلام الله وليس بمخلوق.

وكذلك -أيضًا- فالله تعالى قد خلق كلامًا في غيره، كما قال تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} (٧) ومن ذلك كلام الذراع (٨) للنبي - صَلَّى الله عليه وسلم - وتسليم. . . . . . . . . . .


= راجع: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ٢/ ٨٩. وسير أعلام النبلاء -للذهبي ٧/ ١٦٣ - ١٧٣. وتهذيب التهذيب -لابن حجر ١٠/ ١١٣ - ١١٥.
(١) في خلق أفعال العباد: "وأمروا".
(٢) في خلق أفعال العباد: "ومن".
(٣) في خلق أفعال العباد: "ولا. . ".
(٤) في خلق أفعال العباد ص: ٢٩.
(٥) هو: أبو مروان الحكم بن محمد الطبري نزيل مكّة، روى عن ابن عيينة وغيره، وثقه ابن حبان وقال: توفي سنة بضع عشرة ومائتين.
راجع: تهذيب التهذيب -لابن حجر ٢/ ٤٣٨. وخلاصة تهذيب تهذيب الكمال -لصفي الدين الأنصاري- ص: ٩٠.
(٦) في الأصل: "يقول" والمثبت من: س، ط، وخلق أفعال العباد.
(٧) سورة فصلت، الآية: ٢١.
(٨) إشارة إلى ما ورد في حديث جابر وغيره في قصة خيبر، وأن الذراع أخبر الرسول - صَلَّى الله عليه وسلم - بأنها مسمومة.
فقد روى أبو داود وغيره عن ابن شهاب الزُّهريّ قال: كان جابر بن عبد الله يحدث "أن امرأة يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية -مصلية أي: مشوية- ثم أهدتها لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذراع، فأكل منها، وأكل رهط =

<<  <  ج: ص:  >  >>