للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلاعي (١)، قال: قالوا لعلي يوم صفين: حكمت كافرًا ومنافقًا؟ قال: ما حكمت مخلوقًا، ما حكمت إلَّا القرآن.

وهذا السياق يبطل تأويل من يفسر كلام السلف بأنَّ المخلوق هو المفترى المكذوب، والقرآن غير مفترى ولا مكذوب، فإنهم لما قالوا: حكمت مخلوقًا، إنَّما أرادوا مربوبًا مصنوعًا خلقه الله، لم يريدوا مكذوبًا فقوله: "ما حكمت مخلوقًا" نفي ما (٢) ادعوه، وقوله: "ما حكمت إلَّا القرآن" نفي لهذا الخلق عنه.

وقد روي ذلك عن علي من طريق ثالث (٣).

وأمَّا قول (٤) ابن مسعود، فمن المحفوظ الثابت عنه (٥) الذي رواه


(١) هو: فرج بن يزيد الكلاعي الشَّاميّ، روى عن يزيد بن أبي مالك، والفضيل بن فضالة الهوزني، روى عنه بقية، وعتبة بن السكن الفَزَاريّ.
راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- ٢/ ٣ / ٨٦ ت ٤٨٦.
(٢) في س، ط: "لما".
(٣) فقد روى أبو القاسم اللالكائي- في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/ ٢٢٩، ٢٣٠ - أن الحارث بن سويد قال: قال علي: يذهب النَّاس حتَّى لا يبقى أحد يقول: لا إله إلَّا الله، فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين ذنبه، فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجمع قرع الخريف. ثم قال علي: إنِّي لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم يقولون: القرآن مخلوق. وليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود.
وقد ذكر محقق الكتاب -نفس الجزء والصفحة- د. أحمد حمدان في تعليقه على هذا الأثر أن في سنده من لا يعرف، ومن يضع الحديث معتمدًا في ذلك على ميزان الاعتدال للذهبي.
(٤) رواه أبو القاسم اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة بنفس السند الذي ذكره الشَّيخ -رحمه الله- ٢/ ٢٣٢.
ورواه عبد الرَّزاق في مصنفه عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود ٨/ ٤٧٢ - تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
(٥) في الأصل: "عن" والمثبت من: س، ط، ولعلّه المناسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>