للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني الصهيبي علي بن عمر بن عاصم (١) عن علي بن عاصم] (٢) عن عمران بن حدير (٣) عن عكرمة (٤) قال:

كان ابن عباس في جنازة، فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللَّهم رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال: مه (٥) القرآن منه. زاد الصهيبي في حديثه فقال ابن عباس: القرآن كلام الله وليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود.

فلما ابتدعت الجهمية هذه المقالات في أثناء المائة الثَّانية أنكر ذلك سلف الأمة وأئمتها، ثم استفحل أمرهم في أوائل المائة الثالثة بسبب ما أدخلوه في شركهم وفريتهم من ولاة الأمور، وجرت المحنة (٦)


(١) في شرح أصول اعتقاد أهل السنة: "الصهيبي عم علي بن عاصم" ولم أجده.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من: س، ط.
(٣) في الأصل: "عمرو بن جدير". وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
وهو: أبو عبيدة عمران بن حدير السدوسي البصري الإمام الحجة الثقة، روى عنه حماد بن زيد ووكيع وغيرهما. قال أحمد بن حنبل عنه: صدوق صدوق. توفي سنة ١٤٩ هـ.
راجع: سير أعلام النبلاء -للذهبي- ٦/ ٣٦٣، ٣٦٤. وتهذيب التهذيب -لابن حجر- ٨/ ١٢٥. وخلاصة تهذيب الكمال لصفي الدين الأنصاري ص: ٢٩٥.
(٤) هو: أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله القرشي مولاهم المدني، البربري الأصل مولى ابن عباس، العلامة الحافظ المفسر الثقة، روى عنه خلق كثير من جلة التابعين وأتباعهم، قال محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل الحديث على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث أهل عصرنا. توفي سنة ١٠٧ هـ.
راجع: وفيات الأعيان -لابن خلكان- ٣/ ٢٦٥، ٢٦٦. وسير أعلام النبلاء -للذهبي- ٥/ ١٢ - ٢٦. وتهذيب التهذيب -لابن حجر ٧/ ٢٦٣ - ٢٧٣.
(٥) "مه" يعني: اكفف.
(٦) وهي محنة القول بخلق القرآن، ذلك أن المأمون قد استحوذ عليه جماعة من =

<<  <  ج: ص:  >  >>