للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متناقض، فإن الفعل -أيضًا- لا يقوم بغير الفاعل، وإنَّما الذي يقوم بغيره هو المفعول.

وإما قول من يقول: إن الخلق لا يكون إلّا بمعنى المخلوق، فهو من بدع الجهمية، وعامة أهل الإسلام على خلاف هذا، وكذلك قال الأئمة مثل ما ذكره الإمام أحمد فيما خرجه في الرد على الزنادقة والجهمية قال (١): ففيما (٢) يسأل عنه الجهمي (٣) يقال له: تجد في كتاب الله أنَّه يخبر عن القرآن أنَّه مخلوق؟ فلم (٤) يجد فيقال له: فلم (٥) قلت؟ فيقول (٦) من قول الله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (٧).

وزعم أن كل مجعول مخلوق (٨)، فادعى كلمة من الكلام المتشابه، يحتج بها من أراد أن يلحد في تنزيلها ويبتغي الفتنة في


(١) الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص: ١٠٦ - ١١٠ ط / دار اللواء ١٣٩٧ هـ تحقيق د. عبد الرحمن عميرة. وهو ما درجت على مقابلة النصوص منه.
وص ٢٧ - ٢٩ ط / القاهرة ١٣٩٩ هـ نشر قصي محب الدين الخطيب، وسوف تكون مقابلة النص الآتي الطبعتين للاختلاف بينهما فيه.
(٢) في الرد على الجهمية- الطبعتين: "فممَّا".
(٣) "الجهمي": ساقطة من الرد على الجهمية ط / دار اللواء وتوجد في ط / القاهرة.
(٤) في س، ط، والرد على الجهمية- المطبوعتين: "فلا".
(٥) في س: "فما".
وفي ط: "فيم".
وفي الرد على الجهمية -المطبوعتين: "فمن أين". وقد ورد قبلها العبارة التالية: "فيقال له: فتجده في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: إن القرآن مخلوق- فلا يجد فيقال له. . . ".
(٦) في الرد على الجهمية ط / القاهرة: "فسيقول".
(٧) سورة الزخرف، الآية: ٣.
(٨) في الرد على الجهمية -الطبعتين: "وزعم أن -جعل- بمعنى -خلق- فكل مجعول بمعنى مخلوق. . . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>