للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك رواه يزيد بن وهب (١)، عن سفيان ومحمد بن عبد الله بن ميسرة (٢)، عن سفيان، بهذا اللفظ.

قلت: وكذلك رواه البخاري (٣) عن الحكم بهذا اللفظ، لكنه اقتصر به على سفيان فقال:

(حدثني الحكم بن محمد الطبري -كتبت عنه بمكة- ثنا (٤) سفيان ابن عيينة قال: أدركت مشيختنا (٥) منذ سبعين سنة، منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق).

ولم يروه اللالكائي هكذا عن غير البخاري.

وإسحاق بن راهوية، قد أثبت اللفظين (٦) جميعًا عن ابن عيينة، عن عمرو، مكتمل الإسناد والمتن، وإنما سمى - والله أعلم - زرقان وكيعًا، لأنه كان من أعلم الأئمة بكفر الجهمية وباطن قولهم، وكان من أعظمهم ذمًّا لهم وتنفيرًا عنهم (٧)، فبلغ الجهمية من ذمه لهم ما لم يبلغهم من ذم غيره، إذ هم من أجهل الناس بالآثار النبوية وكلام السلف والأئمة، كما يشهد بذلك كتبهم، ومحمد بن شجاع هو (٨) مجروح متهم


(١) في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: موهب.
(٢) في س، ط: مسرة.
(٣) في خلق أفعال العباد ص: ٢٩.
(٤) في ط: شيختنا. وفي خلق أفعال العباد: مشائخنا.
(٥) في خلق أفعال العباد: قال حدثنا.
(٦) اللفظتان هما: "القرآن كلام الله، منه بدأ وإليه يعود" و"القرآن كلام الله غير مخلوق" وقد رويتا عن عمرو بن دينار - كما تقدم.
(٧) أورد البخاري -رحمه الله- في كتابه "خلق أفعال العباد ص: ٣٩ " ما يدل على أن وكيعًا كان من أعلم الأئمة بكفر الجهمية، حيث فصل للسائل عن حكم الصلاة خلفهم ومناكحتهم -ما أجمله الأئمة قبله- ممن توجه السائل بالسؤال إليهم.
وسوف يذكره الشيخ -رحمه الله- نقلًا عن البخاري ص: ٣٧٤.
(٨) في ط: هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>