للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول أهل الشرك والتعطيل، وليس (١) [هو] (٢) قول أحد من أهل الكتب المنزلة، ولكن لم يكن لهم بد من موافقة (٣) أهل الكتب في الظاهر وكانوا في ذلك منافقين عالمين بنفاق أنفسهم، كما عليه طواغيتهم الذين علموا بمخالفة أنفسهم للرسل، وأقدموا على ذلك، وهؤلاء منافقون زنادقة.

وأمَّا الجهال (٤) بنفاق أنفسهم، صاروا في الجمع بين تكذيبهم الباطن وتصديقهم الظاهر جامعين بين النقيضين، مضطرين إلى السفسطة في العقليات والقرمطة في السمعيات، مفسدين للعقل والدين وقولهم بخلق القرآن، ونفي الصفات، من أصول نفاقهم، وذلك أنَّه من المعلوم ببدائه (٥) العقول أن الحي لا يكون حيًّا إلّا بحياة تقوم به، ولا يكون (٦) حيًّا بلا حياة أو بحياة تقوم بغيره، وكذلك العالم والقادر لا يكون عالمًا قادرًا إلّا بعلم وقدرة تقوم به، ولا يكون (٧) عالمًا قادرًا بلا علم ولا قدرة، أو بعلم وقدرة تقوم بغيره، وكذلك الحكيم والرحيم والمتكلم والمريد، لا يكون (٨) حكيمًا ولا رحيمًا أو متكلمًا أو مريدًا إلَّا بحكمة ورحمة أو كلام وإرادة تقوم به، ولا يكون (٩) حكيمًا بلا حكمة ورحيمًا بلا رحمة أو بحكمة ورحمة تقوم بغيره، ولا يكون متكلمًا ولا مريدًا بلا كلام ولا إرادة أو بكلام وإرادة تقوم بغيره.


(١) في الأصل، س: ليس. والمثبت من: ط.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) في الأصل: من يوافقه. والمثبت من: س، ط.
(٤) في الأصل، س: جهال. والمثبت من: ط.
(٥) في الأصل، ط: ببداية. والمثبت من: س.
(٦) في الأصل، س: به لا يكون. والمثبت من: ط.
(٧) في الأصل، س: لا يكون. والمثبت من: ط.
(٨) في الأصل، ولا يكون. والمثبت من: س، ط.
(٩) في الأصل، س: لا يكون. والمثبت من: ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>