للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك من المعلوم ببدائه (١) العقول أن الكلام والإرادة والعلم والقدرة لا تقوم إلّا بمحل، إذ هذه الصفات (٢) لا تقوم بأنفسها، ومن المعلوم ببدائه (٣) العقول أن المحل الذي يقوم به (٤) العلم يكون عالمًا، والذي تقوم به القدرة يكون قادرًا، والذي يقوم به الكلام يكون متكلمًا والذي تقوم به الرحمة يكون رحيمًا، والذي تقوم به الإرادة يكون مريدًا، فهذه الأمور مستقرة (٥) في فطر النَّاس، تعلمها قلوبهم علمًا فطريًّا ضروريًّا، والألفاظ المعبرة عن هذه المعاني هي من اللغات التي اتفق عليها بنو آدم فلا يسمون عالمًا قادرًا إلَّا من قام به العلم والقدرة، ومن قام به العلم والقدرة سموه عالمًا قادرًا، وهذا معنى قول من قال من أهل الإثبات: إن الصفة إذا قامت (٦) بمحل عاد حكمها على ذلك [المحل دون غيره، أي: إذا قام العلم والكلام بمحل] (٧) كان ذلك المحل هو العالم المتكلم دون غيره، ومعنى قولهم: إن الصفة إذا قامت بمحل اشتق له منها اسم، كما يشتق لمحل (٨) العلم عليم، ولمحل الكلام متكلم، ومعنى قولهم: إن صدق المشتق لا ينفك عن صدق المشتق منه؛ أي: أن لفظ العليم والمتكلم مشتق من لفظ العلم والكلام، فإذا صدق على (٩) الموصوف أنَّه عليم [متكلم] (١٠). . . . . . . . . . . .


(١) في الأصل، ط: ببداية. والمثبت من: س.
(٢) في س، ط: صفات.
(٣) في الأصل، ط: ببداية. والمثبت من: س.
(٤) به: ساقطة من: س.
(٥) في الأصل: مستقر. والمثبت من: س، ط.
(٦) في س: قامة.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٨) في الأصل: يستحق المحل. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٩) في س: في.
(١٠) ما بين المعقوفتين إضافة يستقيم بها الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>