للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا [له] (١): صف لنا كلام ربك. قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم؟!. قالوا: فشبهه لنا (٢). قال: أسمعتم الصواعق (٣) التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله.

وقلنا للجهمية: من القائل يوم القيامة: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٤) أليس الله هو القائل؟

قالوا: يكون (٥) الله شيئًا فيعبر عن الله كما كون (٦) فعبر لموسى، قلنا: فمن القائل: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧)} (٧) أليس الله هو الذي يسأل؟ قالوا: هذا كله إنَّما يكون شيئًا فيعبر عن الله. قلنا: قد أعظمتم على الله القرية، حين زعمتم أن الله لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون الله، لأنَّ الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك (٨) ولا تزول من مكان إلى مكان.

فلما ظهرت عليه الحجة قال: إن الله قد (٩) يتكلم، ولكن كلامه مخلوق. قلنا (١٠): وكذلك بنو آدم - عليه السلام - كلامهم مخلوق، فقد شبهتم الله تعالى بخلقه حين زعمتم أن كلامه مخلوق، ففي مذهبكم أن الله كان في وقت من الأوقات لا يتكلم حتَّى خلق التكلم، وكذلك بنو


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: الرد على الجهمية.
(٢) لنا: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(٣) في الرد على الجهمية: هل سمعتم أصوات الصواعق.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١١٦.
(٥) في الرد على الجهمية: فيكون.
(٦) في الرد على الجهمية: كون شيئًا.
(٧) سورة الأعراف، الآيتان: ٦، ٧.
(٨) في جميع النسخ: لا تكلم ولا تحرك. والمثبت من: الرد على الجهمية.
(٩) قد: ساقطة من: الرد على الجهمية.
(١٠) في س، ط: فقلنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>