للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا سميع ولا بصير ولا قديم (١)، وعبروا عنه بأن قالوا: عين (٢) لم يزل، ولم (٣) يزيدوا على ذلك، غير أن هؤلاء الذين وصفنا قولهم من المعتزلة في الصفات لم يستطيعوا أن يظهروا من ذلك ما كانت الفلاسفة تظهره [فأظهروا معناه بنفيهم أن يكون للباري علم وقدرة وحياة وسمع وبصر، ولولا الخوف لأظهروا ما كانت الفلاسفة تظهره] (٤) من ذلك، ولأفصحوا به، غير أن خوف السيف يمنعهم من ذلك (٥).

وقد أفصح بذلك رجل يعرف بابن الإيادي كان ينتحل قولهم، فزعم أن الباري تعالى عالم قادر سميع بصير في المجاز لا في الحقيقة.

ومنهم رجل يعرف بعباد بن سليمان يزعم أنه لا يقال (٦): إن الباري عالم قادر سميع بصير حكيم جليل في حقيقة القياس (٧).

[قال: لأني [لو] (٨) قلت: إنه عالم في حقيقة القياس] (٩) لكان لا عالم إلّا هو.

وكان يقول: القديم لم يزل في حقيقة القياس، لأن القياس ينعكس لأن القديم لم يزل، ومن لم يزل فقديم، فلو كان الباري عالمًا في حقيقة القياس لكان لا عالم إلّا هو.

قال (١٠): وقد اختلفوا فيما بينهم اختلافًا تشتت فيه


(١) في جميع النسخ: قدير. والمثبت من: المقالات.
(٢) في المقالات: قالوا: نقول عين.
(٣) في جميع النسخ: لم. بدون الواو. والمثبت من: المقالات.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمقالات.
(٥) في المقالات: من إظهار ذلك.
(٦) أنه لا يقال: ساقطة من: المقالات.
(٧) نهاية النقل من المقالات وما بعده نقله الشيخ بالمعنى من المقالات ٢/ ١٨٦.
(٨) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
(٩) ما بين المعقوفتين زيادة من: س.
(١٠) أي: الأشعري في المقالات ٢/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>