للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهواؤهم (١)، واضطربت فيه أقاويلهم، ثم ساق اختلافهم.

وكذلك قال في الإبانة (٢):

فصل (٣): (وزعمت الجهمية أن الله لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له، وأرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه، لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر، ووجب ذلك عليهم، وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل، لأن الزنادقة قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير، فلم تقدر (٤) المعتزلة أن تفصح بذلك، فأتت بمعناه، وقالت: إن الله عالم قادر حي سميع بصير من طريق التسمية، من غير أن يثبتوا له حقيقة العلم والقدرة والسمع والبصر).

ومقصودنا التنبيه على أنه من المستقر في المعقول والمسموع ما تقدم ذكرنا له، من أن الحي العالم القادر المتكلم المريد، لا بد أن تقوم به الحياة [والعلم] (٥) والقدرة والكلام والإرادة، وأن (٦) ما قام به ذلك استحق أن يوصف بأنه حي عالم قادر متكلم مريد، فهذه أربعة أمور: ثبوت حكم الصفة لمحلها، وانتفاؤه عن غير محلها، وثبوت الاسم المشتق من اسمها لمحلها، وانتفاء الاسم (٧) عن غير محلها.


(١) في س: أهواهم.
(٢) الإبانة عن أصول الديانة -لأبي الحسن الأشعري- ص: ١٠٧، ١٠٨.
(٣) كلمة (فصل) غير واردة في الإبانة، بل الوارد: باب: في الرد على الجهمية في نفيهم علم الله تعالى وقدرته وبجميع صفاته، ثم ذكر الأشعري بعض الآيات التي تدل على اتصافه سبحانه بالعلم والقدرة ثم قال: "وزعمت الجهمية. . .
(٤) في س: يقدر.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٦) في الأصل، س: وأنه. والمثبت من: ط.
(٧) في س: لاسم. وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>