للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر الاحتجاج بهذا البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (١)، لكن نقل احتجاج أحمد على غير وجهه، وعورض بمعارضة فلم يجب عنها.

ثم قال البيهقي (٢): (ولا يصح أن يستعيذ بمخلوق من مخلوق (٣)، فدل على (٤) أنه استعاذ بصفة من صفات ذاته، وهي غير مخلوقة، كما أمره الله أن يستعيذ بذاته، وذاته غير مخلوقة (٥)).

ثم قال (٦): (وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه كان يستدل بذلك على أن القرآن غير مخلوق، قال: وذلك أنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص).

قلت: احتجاج أحمد هو من الوجه الذي تقدم، كما حكينا لفظ المروذي (٧) في كتابه الذي عرض على أحمد.

والمقصود هنا (٨) الكلام على قول الطائفة الثانية الذين قالوا: إن القرآن هو الحروف والأصوات دون المعاني، ثم إن قولهم هذا: متناقض في نفسه، فإن الحروف والأصوات التي سمعها موسى عبرية، والتي ذكرها الله عنه في القرآن عربية، فلو لم يكن الكلام إلّا مجرد الحروف والأصوات، لم يكن بين الكلام الذي سمعه موسى، والذي


(١) في الأسماء والصفات ص: ١٨٦.
وسوف يبين الشيخ -رحمه الله- في الصفحات التالية أن البيهقي نقل احتجاج أحمد بهذه الأحاديث على أن القرآن غير مخلوق على غير وجهه.
(٢) المصدر السابق نفس الصفحة.
(٣) في س، ط: من مخلوق بمخلوق.
(٤) على: ساقطة من الأسماء والصفات.
(٥) في الأسماء والصفات: مخلوق.
(٦) أي: البيهقي بعد عدة أسطر في المصدر السابق.
(٧) في الأصل: المروزي. والمثبت من: س، ط.
(٨) في ط: هنا، ثم. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>