للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللفظ، من قال بالوقف أو باللفظ (١): فهو مبتدع عندهم، لا يقال: اللفظ بالقرآن مخلوق، ولا يقال: غير مخلوق.

ويقولون: إن الله يُرى بالأبصار يوم القيامة، كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون، لأنهم عن الله محجوبون، قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (٢)، وإن موسى -عليه السلام- سأل الله الرؤية في الدنيا، وإن الله تجلى للجبل فجعله دكًّا، فأعلمه بذلك أنه لا يراه (٣) في الدنيا، بل يراه في الآخرة.

ولا يكفرون أحدًا من أهل القبلة بذئب يرتكبه، كنحو الزنا والسرقة، وما أشبه ذلك من الكبائر، وهم بما معهم من الإيمان مؤمنون، وإن ارتكبوا الكبائر (٤).


(١) في س، ط، والمقالات: باللفظ أو بالوقف.
(٢) سورة المطففين، الآية: ١٥.
(٣) في جميع النسخ: فأعلمهم بذلك لأنه لا يراه. . والمثبت من: المقالات.
(٤) فمرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فهو مؤمن ناقص قد نقص إيمانه بقدر ما ارتكبه من المعاصي، فالسلف -رحمهم الله- لا يعطون مرتكب الكبيرة اسم الإيمان المطلق، ولا يكفرونه بذنب ما لم يستحله.
هذا بالنسبة للتسمية والمعاملة الدنيوية، وأما في الآخرة فهو تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذبه، وهذا بعدله وحكمته، وإن شاء عفا عنه وغفر له، وهذا بفضله ورحمته.
وقد خالف السلف بعض طوائف المتكلمين كالخوارج والمعتزلة والمرجئة الخالصة.
فالخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة ويخرجونه من دائرة الإسلام، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فهو -عندهم- مخلد في النار.
وقد أشارت بعض كتب الفرق إلى مخالفة النجدات والإباضية للخوارج في حكمهم على مرتكب الكبيرة.
أما المعتزلة فإنهم يقولون: مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين لا يسمى

<<  <  ج: ص:  >  >>